ازداد انتشار المنتجات الطبيعية الصديقة للبيئة كبديل للمنتجات الكيميائية والمشتقات البترولية مع المستهلكين اليوم.
دعونا نكتشف القصص وراء أنواع الصابون التقليدي المختلفة من جميع أنحاء العالم.
كيف يحصل هذا الصابون على شعبيته؟ وما السر وراء مكوناته؟
صابون زيت الزيتون النابلسي
منتشر في الضفة الغربية، فلسطين
إن نابلس هي مدينة فلسطينية في المنطقة الشمالية من الضفة الغربية تقع على بعد حوالي 60 كيلومترا شمال القدس. واشتهرت نابلس بزيت الزيتون وصنع صابون زيت الزيتون لعدة قرون.
وبات صنع الصابون النابلسي في المنزل تقليدًا ينتقل من جيل إلى جيل بين النساء الفلسطينيات. لنرى عبر التاريخ أن النساء الفلسطينيات علمن عائلاتهم كيفية صنع صابون زيت الزيتون في المنزل، وما زال الأمر قائمًا حتى اليوم. ويرى الكثيرين أن سر الصابون النابلسي نقاوة مكوناته وجودة إنتاجه.
يصنع الصابون النابلسي التقليدي عن طريق خلط زيت الزيتون والماء ومركب الصوديوم وهو غير معطر، لكن الحرفيين في الوقت الحاضر أضافوا مكونات مختلفة لمنحه فوائد إضافية للبشرة مثل المريمية والكركم لإزالة الجلد الميت، وبذور حبة البركة لمحاربة الرؤوس السوداء، والقرفة لشد الجلد حول العينين وتخفيف الدهون الزائدة. وأضاف آخرون البابونج والزعتر وطين البحر الميت وحليب الماعز وحليب الإبل مما يريح البشرة ويرطبها.
صابون حلب “الغار” المعروف أيضا بصابون الغار (الركي)
منتشر في سوريا والعراق
كما يُظهر الاسم، نشأ هذا النوع من الصابون في مدينة حلب السورية، وهي واحدة من أقدم المدن عالميًا. وبات هذا النوع من الصابون إرثًا تقليديًا لصانعي الصابون الحلبي لما يتسم به من مكونات وطريقة تحضير وتجفيف محلية.
صابون حلب عبارة عن صابون صلب مصنوع يدويًا عن طريق التسخين من زيت الزيتون وزيت الغار والغسول والماء.
يوضع زيت الزيتون في وعاء تحت الأرض به ماء وغسول على شعلة ساخنة ويترك ليغلي لمدة ثلاث أيام ليتفاعل الزيت مع الغسول والماء ليصبح صابونًا سائلًا كثيفًا لكنه قابل للتحلل بسبب تركيبته الزيتية الطبيعية.
وجاء إنتاج الصابون على الطريقة الباردة في القرن العشرين ليسمح بدمج الأعشاب والزيوت الأساسية مع الصابون.
يطفو الصابون الحلبي في الماء على عكس معظم أنواع الصابون ويمكن استخدامه لأغراض النظافة اليومية أو كشامبو.
الصابون القشتالي
منتشر في أسبانيا
اقتصر أوائل إنتاج الصابون الأوروبي على منطقة البحر الأبيض المتوسط ولكنه امتد تدريجياً إلى إسبانيا وإيطاليا مع وصول صانعي الصابون في القرن الثاني عشر. ويتميز هذا الصابون القشتالي، دون غيره من الأنواع الأخرى المصنعة في أوروبا آنذاك، بجودته الفائقة وقدرته على التنظيف.
يتسم الصابون القشتالي بتعدد الاستخدامات إذ يصنع من مكونات طبيعية غير سامة وقابلة للتحلل بدون دهون حيوانية أو مواد مركبة. تم إنتاجه تقليديًا من زيت الزيتون، وسمي على اسم مملكة قشتالة في إسبانيا.
والآن، يُصنع الصابون أيضًا من زيوت جوز الهند أو الخروع أو القنب. وأحيانًا تستخدم زيوت الأفوكادو والجوز واللوز أيضًا في تصنيعه. لذا، هو مرطب ومنظف ويمكن استخدامه لأمور النظافة الشخصية والمنزلية وحتى لتنظيف الحيوانات الأليفة.
الصابون الأسود الأفريقي “أوسي دودو”
منتشر في غرب إفريقيا: نيجيريا وبنين وتوغو
يصنع الصابون الأسود الأفريقي بأيدي اليوروبيين في نيجيريا وبنين وتوغو في غرب إفريقيا. ويعد زيت النخيل والماء وموز الجنة (لسان الحمل) من مكوناته الرئيسة. وتتضمن بعض خلطات مكوناته رماد أوراق النخيل أو لحاء شجرة الشيا أو مزيج من زبدة الشيا أو زيت النخيل أو زيت جوز الهند أو العسل الاستوائي.
تُجفف قشور لسان الحمل تحت أشعة الشمس لصنع الصابون الأسود. وتُحمص القشور (أوراق النخيل وقرون الكاكاو) للحصول على الرماد في فرن من الطين ثم يضاف الماء ويصفى من خلال الرماد.
تسخن النساء المكونات، مثل زبدة الشيا وزيت جوز الهند وزيت نواة النخيل وزبدة الكاكاو، وتقلبها لمدة 24 ساعة ليرتفع الصابون الصلب ويخرج من الخليط ويترك ليعالج لمدة أسبوعين.
صابون مرسيليا
منتشر في فرنسا
صابون مرسيليا، والمعروف أيضًا باسمSavon de Marseille ، هو صابون صلب محلي يُنتج في مرسيليا الفرنسية منذ حوالي 600 عام. ولا شك أنه مستوحى من صابون حلب القديم الموجود منذ آلاف السنين، وهو مصنوع من زيت الزيتون وزيت الغار. وانتشرت طريقة التصنيع في جميع أنحاء حوض البحر الأبيض المتوسط بعد الحروب الصليبية، مروراً بإيطاليا وإسبانيا إلى مرسيليا.
يتكون صابون مرسيليا من 72٪ زيت زيتون. توفر المنطقة المحيطة بمرسيليا جميع المكونات- الزيتون والملح من كامارغ ومن الميناء والنخيل والفول السوداني وزيت الحوت لتثبيت الصابون. ويُصنع تقليديًا عن طريق الجمع بين مياه البحر الأبيض المتوسط ونباتات البحر وزيت الزيتون. تخلط المكونات في مرجل وتسخن لعدة أيام. يُترك ليهدأ قبل نقله إلى قالب ويقطع إلى شرائح ويٌختم قبل أن يجف تمامًا .قد تستغرق العملية بأكملها ما يصل إلى شهر.
صابون بلدي مغربي تقليدي
منتشر في المغرب
لا يمكن أن تكتمل طقوس التجميل المغربية بدون صابون بلدي، ويسمى أيضًا بالصابون الأسود. وتعد تلك الطقوس جزء لا يتجزأ من الثقافة المغربية وهي موجودة منذ قرون. تاريخياً، ظهر الصابون الأسود في سوريا وبشكل أدق في حلب. وهو نعم السلف للصابون الحلبي! وتتسم مراحل التصنيع بالتشابه بين كلا الثقافتين، على الرغم من تكييف المكونات للاستخدام المحلي. لذلك سمي بـ “صابون بلدي” حيث يختلف عن الصابون الحلبي والصابون الأسود الكلاسيكي. الصابون الأسود المغربي عبارة عن عجينة صابون كريمية داكنة بقوام يشبه الزبدة.
اطلعي على صابون “تمر حنة” البلدي المغربي التقليدي الغني بزيت الأرجان وزيت الفيربينا الأساسي. منتجنا ينظف ويقشر البشرة بلطف من دون أضرار.
صابون طرابلس او “صابون بلدي”
لبنان
يُشتق اسم الصابونة من مدينة الصُنع، طرابلس، وهي مدينة لبنانية عاصمة محافظة الشمال. وطرابلس هي واحدة من مدن قليلة شرق البحر الأبيض المتوسط أنتجت الصابون. اشتهر حرفيوها بصابونهم حيث بساتين الزيتون الوفيرة في المنطقة. ويأتي المكون الرئيس للصابون هو زيت الزيتون بخصائصه المفيدة وروائحه الطبيعية التي جعلته مشهورًا للغاية.
يتطلب إنتاج صابون طرابلس عمالة كبيرة ووقتًا طويلاً حيث ينبغي أولاً غلي زيت الزيتون وتقليبه في مرجل عملاق لمدة ست ساعات. ثم يُخلط الزيت بمكونات مختلفة ويُسخن لفترة وجيزة حتى يصبح معجونًا طريًا. ثم تضاف الروائح والألوان الطبيعية. تُترك الخلطات الساخنة لتبرد طوال الليل قبل تقطيعها إلى أشكال.
وتُستخدم خلطات من الزيوت العطرية والأعشاب لإنتاج صابون طرابلس الفريد الذي يقلل من قشرة الرأس وحب الشباب والأكزيما وتساقط الشعر.
وحديثًا، يستخدم المصنعون أعشابًا مثل إكليل الجبل والخزامى والنعناع وماء الورد، وغالبًا ما تُزرع محليًا ثم تُضاف. وإلى جانب مزاياه الفريدة، توفر صناعة هذا النوع من الصابون فرص عمل، وتدعم صناعة الزيتون المحلية، وتحافظ على تراث المدينة.
Leave a Reply